التابع لأوقاف السيد/ محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله”
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم…. وبعد:ـ
قال تعالى:” أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ… ” الآية (109) من سورة التوبة
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عليه فقد أوقف السيد/ محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله” هذا الوقف في المدينة المنورة وكان أساسه عبارة عن نصف بيت شعبي مقام وكائن بالسوق في رأس زقاق الزرندي المقابل لباب السلام للمسجد النبوي الشريف وأوقفه في المحكمة الشرعية في المدينة بتاريخ 1343هـ.
كان الهدف من هذا الوقف هو فتح آفاق العلم والفقه في الدين لدى المسلمين عموماً وفي فقه الإمام مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة خصوصاً، فهو يُعنى بإحياء ودراسة وعلم وفقه الإمام مالك بن أنس وبثه ونشره بين طلبة العلم الشرعي في المسجد النبوي الشريف خصوصاً وفي المدينة المنورة عموماً وذلك للدارسين والمدرسين تعلماً وتعليما.
– تولى النظارة على الوقف الواقف بنفسه وهو السيد/ محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله” إلى تاريخ وفاته في عام 1353هـ.
– استمرت مسيرة الخير والبذل والعطاء وخدمة العلم وطلاب العلم فترة طويلة من الزمن، وكان ما يرد من ريعٍ من هذه الدار يُنفق على طلبة العلم المالكية وتشجيعهم في هذا الميدان.
– وفي تاريخ:1383/04/03هـ تم استبدال العين العقارية الأساسية للوقف وبإذن الحاكم الشرعي في حينه من نصف بيت شعبي في رأس زقاق الزرندي إلى بيتين كاملين مستقلين مهيئين للسكن والاستفادة منهما في حي صيادة وأصبحت هاتان الداران هما العين العقارية المعتمدة للوقف، تم ذلك إبان نظارة السيد الشيخ/ محمد الحافظ بن محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله” على الوقف.
– وفي تاريخ: 1411/11/12هـ تم شراء قطعة أرض في حي الكويتية في المدينة المنورة بتعويض من إدارة بيت المال في حينها وذلك بسبب البدء في مشروع توسعة المسجد النبوي والذي شمل البيتين المذكورين للوقف والواقعين في حي صيادة بالقرب من المسجد النبوي وبذلك التعويض المالي لقيمة البيتين المذكورين تم تعمير عمارة مكونة من أربعة أدوار للوقف على الأرض المذكورة في حي الكويتية للانتفاع من ريعها في الصرف على مصارف هذا الوقف، تم ذلك إبان نظارة السيد الهاشمي محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله”.
ومن ذلك الوقت وإلى هذا التاريخ والحمد الله فإن المسيرة المباركة مستمرة في الخير والعطاء وخدمة العلم وطلاب العلم والذين يدرسون على مذهب الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وذلك من خلال تأجير هذه العين العقارية وصرف ما يرد من ريعها لطلبة العلم المالكية في المدينة ويتم ذلك في السنين الأخيرة تحديداً ومن خلال وتحت مسؤولية المدرس في المسجد النبوي الشريف وهو فضيلة الشيخ الموقر الدكتور/ عمر بن حسن فلاته “حفظه الله” حيث يُعنى “حفظه الله” في حلقاته بتدريس كتاب الموطأ للإمام مالك وأوجز المسالك في الفقه المالكي، ويحضر دروسه طلاب هذا العلم الجليل وهو يتولى صرف ما يرد عليه من إيراد مالي من قبل النظار على الوقف من عمارة الوقف على هؤلاء الطلاب تنفيذا لشرط الواقف “رحمه الله”.
أخيراً تعود نظارة وقف طلبة العلم المالكية هذا إلى مجلس النظارة والإشراف على وقف السيد/ محمد عبد المالك العلمي، وبما أن لهذا الوقف شهادة وقفية خاصة به صادرة من الهيئة العامة للأوقاف، عليه فإن وقف طلبة العلم المالكية يعتبر وقفاً مستقلاً استقلالاً تاماً من ناحية إدارته وصكوكه وأعيانه الوقفية وأوراقه الإدارية والمالية وحسابه البنكي ومصارفه الوقفية، كما أنه يُعتبر من الأوقاف الصغيرة حسب تصنيف الهيئة العامة للأوقاف الأخير: لأنه يحتوي على عين عقارية واحدة مختصة به ويُسمى بـــ (وقف السيد/ محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله” التابع لجهة طلبة العلم المالكية).