الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد:_
هو السيد محمد عبدالمالك بن السيد محمد الصغير بن السيد محمد العلمي (رحمه الله).
– ولد رحمه الله في عام 1297هـ وتوفي في عام 1353هـ.
– في عام 1325هـ بدأ الواقف وهو السيد محمد عبدالمالك العلمي رحمه الله في شراء العقارات في المدينة المنورة، وكان يهتم بمتاخمتها للمسجد النبوي الشريف طلباً للأجر والخير والفضل والحرص على الصلاة في المسجد النبوي الشريف.
– في عام 1348هـ بدأ الواقف رحمه الله في تثبيت وقف هذه العقارات في المحكمة الشرعية ابتغاء وجه الله وطلباً لما عنده من الأجر والمثوبة.
– تولى الواقف بنفسه النظارة على هذه الأوقاف طيلة حياته وجعل النظارة من بعده لأخيه الشقيق محمد اللقاني ثم من بعده للأرشد من ذريته ما تناسلوا.
– كان الواقف رحمه الله صاحب خلق وكرم يفوقان الوصف، وكان إذا نزل في بلد أكرم أهلها واستضافهم مهما كلفه ذلك، وكانت له قافلة خاصة باسمه تسير لأداء فريضة الحج.
– كان يؤدي فريضة الحج في كل عام تقريباً خاصة في سنينه الأخيرة قبل وفاته، وكان يقوم بسقي الماء للحجيج وإطعامهم في مكة ومنى وعرفات ومزدلفة وكان يباشر ذلك بنفسه، وكان من عادته بعد الحج أن يتجه إلى بيت المقدس للصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
– كان (رحمه الله) صاحب علم وعبادة وتوجه إلى الله ولم يكن ينظر إلى متاع الدنيا الزائل أبداً، ولذلك بسط الله له منها الشيء الكثير لأنها لم تدخل قلبه وإنما كانت في يده، وسخرها وبذلها لعباد الله المحتاجين.
– كانت أسرته أسرة علم وريادة، وقد حقق الله له ذلك في ذريته الذين حملوا اسمه وأبقوا أثره من بعده، فكان منهم الأئمة والعلماء والقراء والخطباء والأطباء والمهندسين والمعلمين وفي كل ميادين العز والشرف والفضل لهم باع ونصيب وافر في خدمة الدين والوطن.
– لا تزال بفضل الله ذريته قاطنة في المدينة المنورة وقد بارك الله فيهم وفي عقبهم فهم يتجاوزون الآن ما يزيد على المائة والخمسين نفساً ولله الفضل والمنة والحمد والشكر.
– لقد بارك الله عز وجل في وقف هذا الرجل ونحسب أن ذلك كان بنيته الصالحة، فقد بدأ هذا الوقف ونشأ من بيوت شعبية صغيرة بقرب المسجد النبوي، وأضحت الآن بفضل الله أولاً ثم بجهود النظار من ذريته عمائر كبيرة في المنطقة المركزية وفي غيرها يعم خيرها ويدر نفعها على أهل المدينة والفقراء والمحتاجين منهم.
– استلم النظارة على هذه الأوقاف بعد وفاته أخوه الشقيق محمد اللقاني رحمه الله وامتد ذلك إلى عام 1376هـ.
– تولَّى النظارة من بعد محمد اللقاني ابن الواقف وهو السيد الشيخ محمد الحافظ بن السيد محمد عبدالمالك وامتد ذلك إلى عام 1388هـ.
– تولَّى النظارة من بعده أخوه السيد الهاشمي محمد عبدالمالك العلمي وامتد ذلك إلى عام 1421هـ.
– تولَّى الإشراف على هذا الوقف من أحفاد الواقف الشيخ عبدالرحيم بن محمد الحافظ ابن السيد محمد عبدالمالك العلمي من عام 1413هـ ولا يزال إلى الآن بفضل الله.
– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف من بعد الناظر السيد الهاشمي ابنه السيد حمزة الهاشمي بن محمد عبدالمالك من عام 1421هـ إلى الآن بفضل الله.
– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف من بعد الناظر السيد الهاشمي ابنه السيد حمزة الهاشمي بن محمد عبدالمالك العلمي من عام 1421هـ إلى عام 1426هـ ولا يزال إلى الآن بفضل الله.
– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف كذلك كناظرٍ ثانٍ على الوقف من ذرية الواقف السيد الدكتور خالد بن محمد الحافظ بن عبدالمالك العلمي في الفترة من عام 1421هـ إلى عام 1426هـ، ثم تنازل عنها وتولَّاها مرة أخرى من عام 1442هـ ولا يزال إلى الآن بفضل الله عزوجل.
والخير بفضل الله لا يزال موجوداً والعطاء متصلاً ونسأل الله النفع والخير والبقاء والنماء إنه على كل شيء قدير، ونرجو أن يصدق على ما سلف قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ…) وقوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا…) الآية، اللهم آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.