عن الوقف

نبذة مختصرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم… وبعد:

فهذه باكورة عمل صالح مبارك -بإذن الله- امتدت جذور الخير فيه إلى ما يقارب من قرن من الزمان، ويَصْدُق عليه -بإذن الله- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا كَلِمَةًۭ طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ (٢٤) تُؤْتِىٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25)}الآية 24-25 من سورة إبراهيم.

كما أنك ستتعرف من خلال تنقلك بين صفحات هذه النبذة المختصرة على أوقاف السيد/ محمد عبد المالك العلمي “رحمه الله” في المدينة المنورة وذلك من خلال رؤية إدارة الوقف، ورسالتها، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، كما أنك ستلتقي بالواقف “رحمه الله” من خلال قراءة شيء من سيرته الطيبة، وجهوده العظيمة في تأسيس هذه الأوقاف، وجهود أبنائه وذريته النظَّار من بعده، ومحافظتهم على إرثهم الخيري، وكيف أنهم سعوا جاهدين في تحقيق شرط الواقف بأن يكون في مصارف الغلة المعتمدة من جهة، و في تنمية الوقف وزيادته وتحقيق الغبطة له من جهة أخرى، حتى وصل لما هو عليه الآن بفضل الله.

كما أنك ستتعرف على الأهداف الاستراتيجية لإدارة الوقف، والأهداف التفصيلية التي ترفع من الكفاءة في إدارة الوقف، كل ذلك من أجل تحقيق الأهداف المنشودة والغاية المقصودة من شرط الواقف، وملاءمة ذلك مع ما تقتضيه الحاجة الزمانية والمكانية والنظامية الرسمية في الوقت الحاضر.

ثم إننا سنعرج من خلال هذه النبذة المختصرة، على بعض مساهمات الوقف في رفع المستوى الثقافي والمعيشي في المجتمع المدني، وذلك من خلال دعم أعمال الخير المختلفة الواردة في شرط الواقف “رحمه الله”، ودعم حلقات القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وعقود الشراكات مع الجهات الاعتبارية لتحقيق كل ذلك بصفة رسمية تتماشى وقرارات الدولة والرؤية الحكيمة (2030) لحكومتنا الرشيدة، أدام الله عزها وأمنها واستقرارها، وحفظ بحفظه قادتها.. إنه تعالى سميع قريب مجيب.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..   وبعد:-

–  هو السيد محمد عبدالمالك بن السيد محمد الصغير بن السيد محمد العلمي (رحمه الله).

-ولد في عام 1297هـ وتوفي في عام 1353هـ.

-في عام 1322هـ بدأ في شراء العقارات في المدينة المنورة لتكون نواة لفعل الخير واستمراره ونمائه وبقاء أجره بإذن الله.

– فيما بين عام 1343هـ وعام 1348هـ بدأ الواقف رحمه الله في تثبيت أوقافه لهذه العقارات في المحكمة الشرعية في المدينة المنورة ابتغاء وجه الله وطلباً لما عنده من الأجر والمثوبة.

– تولى الواقف (رحمه الله) بنفسه النظارة على هذه الأوقاف طيلة حياته وجعلها من بعده للأرشد من ذريته ما تناسلوا.

– كان الواقف (رحمه الله) صاحب خلق وكرم يفوقان الوصف، وكانت له قافلة خاصة تسير باسمه في موسم الحج إلى مكة لأداء فريضة الحج.

-كان يؤدي فريضة الحج في كل عام تقريباً خاصة في سنينه الأخيرة قبل وفاته، وكان يقوم بسقي الماء للحجيج وإطعامهم في مكة ومنى وعرفات ومزدلفة، وكان يباشر ذلك بنفسه، كما كان من عادته بعد الحج في كل عام أن يتجه إلى بيت المقدس للصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

– كان (رحمه الله) صاحب علم وعبادة وتوجهٍ إلى الله، ولم يكن ينظر إلى متاع الدنيا الزائل أبداً، ولذلك بسط الله له منها الشيء الكثير لأنها لم تدخل قلبه وإنما كانت في يده، وسخرها وبذلها لعباد الله المحتاجين إليها في حياته وبعد وفاته بإيقافه لها في سبيل الله.

– كانت أسرته أسرة علم وريادة وقد حقق الله له ذلك في ذريته الذين حملوا اسمه وأبقوا أثره من بعده، فكان منهم الأئمة والعلماء والقراء والخطباء والأطباء والمهندسين والمعلمين والعسكريين وفي كل ميادين العز والشرف والفضل كان لهم باعاً ونصيباً وافراً في خدمة الدين والوطن.

– لقد بارك الله عز وجل في وقف هذا الرجل ونحسب أن ذلك كان بنيته الصالحة، فقد بدأ هذا الوقف ونشأ وكان أساسه بيوتاً شعبية صغيرة بقرب المسجد النبوي، وأضحت الآن -بفضل الله أولاً- ثم بجهود النظار من ذريته عمائر كبيرة في المنطقة المركزية وفي غيرها يعم خيرها ويدر نفعها على أهل المدينة والفقراء والمحتاجين منهم والزائرين إلى المدينة من بلد الواقف رحمه الله.

– استلم النظارة على هذه الأوقاف بعد وفاته أخوه الشقيق محمد اللقاني (رحمه الله) وذلك حسب وصية الواقف، وذلك من عام 1353هـ وامتد ذلك إلى عام 1376هـ.

– تولَّى النظارة من بعد محمد اللقاني ابن الواقف وهو السيد الشيخ محمد الحافظ بن السيد عبدالمالك وذلك من عام 1376هـ وامتد ذلك إلى عام 1388هـ وهو تاريخ وفاته رحمه الله.

– تولَّى النظارة من بعده من ذرية الواقف السيد الهاشمي محمد عبدالمالك وذلك من عام 1388هـ وامتد ذلك إلى عام 1421هـ.

– تولَّى الإشراف على هذا الوقف من ذرية الواقف الشيخ عبدالرحيم ابن السيد محمد الحافظ ابن السيد عبدالمالك العلمي من عام 1413هـ ولا يزال إلى الآن.

– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف من بعد الناظر السابق السيد الهاشمي ابنه السيد حمزة الهاشمي بن محمد عبدالمالك من عام 1421هـ
ولا يزال إلى الآن.

– تولَّى النظارة على الوقف كناظر ثاني على الوقف من ذرية الواقف الدكتور خالد بن محمد الحافظ بن عبدالمالك العلمي في الفترة من عام 1421هـ إلى عام 1426هـ، ثم تنازل عنها واستعفى منها وتولَّاها مرة أخرى من عام 1442هـ ولا يزال إلى الآن.

والخير بفضل الله وبإذن الله لا يزال موجوداً، والعطاء متصلاً في هذا الوقف وفي هذه الأسرة، ونسأل الله عزوجل لهم النفع والخير والبقاء والنماء إنه على كل شيء قدير، ونرجو أن يصدق على ما سلف في شأن هذا الوقف قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ…) وقوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا…) الآية، اللهم آمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

– كان أساس وبداية هذه الأوقاف في عام 1322هـ، حيث بدأ السيد عبدالمالك العلمي r في شراء العقارات في المدينة المنورة وذلك لتكون نواة لفعل الخير واستمراره ونمائه وبقاء أجره بإذن الله، وقد كان يهتم كثيراً بأن تكون هذه العقارات متاخمة ومجاورة للمسجد النبوي الشريف طلباً للأجر والخير والفضل، ولكي تكون معيناً قوياً -بعد الله- لمن يسكنها على أداء الصلوات في المسجد النبوي الشريف؛ لنيل الأجر الوارد في قوله ﷺ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام …».

– في عام 1343هـ بدأ السيد عبدالمالك r في تثبيت وتأكيد وقف هذه العقارات في المحاكم الشرعية طلباً لما عند الله من الأجر والثواب.

– بدأ السيد عبدالمالك r في شراء عقاراته في المدينة منذ عام 1322هـ، وقد كان نواة وبداية هذه العقارات هو البيت الذي مكانه في رأس زقاق الزرندي، ويقع تحديداً في غرب المسجد النبوي الشريف، غرب مستشفى باب السلام سابقاً، وله مدخل واحد من سوق القماشة، ويحتوي هذا الموقع على كثير من البيوت المبنية من الحجر، وغالباً تكون هذه البيوت ارتفاعها على دورين وثلاثة أدوار، وفي هذا المكان أيضاً تقع مدرسة ومكتبة أحمد أفندي ثروت، ويبلغ طول هذا الشارع (الزقاق) نحو 110 متر وعرضه يتراوح من 2م إلى 5 أمتار، وسُمي بهذا الاسم (زقاق الزرندي) نسبة للشيخ العالم نور الدين الزرندي الإمام المحدث بالمسجد النبوي، والذي هاجر من بلده (زرند) قرب أصبهان، وقد كان من سكان هذا الحي من أهل المدينة في ذلك الوقت، السيد عبدالقادر إبراهيم سمان، وصالح خاشقجي، وحسن خاشقجي، وصالح عيساوي، والسيد عبدالمالك بن السيد الصغير العلمي صاحب هذه الترجمة رحمهم الله أجمعين.

– بعد ذلك اشترى السيد عبدالمالك بيوتاً متعددة في المدينة، ومنها ثلاثة بيوت فيما يُسمى بـ (حوش صياده)، ثم بيتاً في شارع يسمى بالسنبلية، ثم بيتاً آخر في الرومية، ثم بيتاً آخر في القم قم جي، ثم مزرعة كبيرة فيما يسمى بـ باب المجيدي شارع الجنان والتي عليها عمائر للوقف الآن في المنطقة المركزية المجاورة للمسجد النبوي الشريف.

هذه صورة قديمة لمدخل سوق القماشة القديم بالمدينة المنورة والذي يقع في مواجهة باب السلام مباشرة والذي هو الباب الرئيسي للمسجد النبوي الشريف، ويلاحظ على يسار الصورة مستوصف دار السلام، وفي مدخل السوق وعلى بعد ما لا يقل عن 20 متراً على اليسار مدخل زقاق الزرندي والذي يقع فيه البيت الشعبي الذي اشتراه السيد عبدالمالك (رحمه الله) وأوقفه لله عزوجل، والذي كان نواة خير لأوقافه في المدينة المنورة

  قال تعالى: ﴿ أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ ﴾ [التوبة: 109].

  وقال تعالى: ﴿ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾  [التوبة: 105].

أوقف السيد محمد عبدالمالك بن السيد محمد الصغير بن السيد محمد العلمي رحمه الله تعالى نصف داره والتي كان مجموع قراريطها 24 قيراطاً وذلك في عام 1343هـ

أتم الواقف رحمه الله تعالى وقف نصف تلك الدار السابقة رسميا في المحكمة الشرعية في عام 1348هـ كما أوقف غيرها من العقارات الأخرى التي اشتراها في المدينة المنورة.

تولى الواقف رحمه الله النظارة بنفسه طيلة حياته ثم أثبتها وجعلها في ذريته من بعده ما تناسلوا.

استلم نظارة هذا الوقف منذ تأسيسه وإلى هذا العام 1445هـ ستة من النظار.